أحد أكبر الأسئلة التي يطرحها الناس هو: “كيف نعرف أن العهد القديم لم يتغير بمرور الوقت؟” هنا تظهر مخطوطات البحر الميت وكأنها تحول مفاجئ في سيناريو إلهي.
في عام 1947، عثر راعٍ بدوي بالصدفة على كهف بالقرب من البحر الميت، وبذلك أشعل شرارة أحد أهم الاكتشافات الأثرية في التاريخ الكتابي: مئات المخطوطات العبرية القديمة، التي يعود تاريخها إلى حوالي 250 قبل الميلاد حتى 70 ميلادي. شملت هذه المخطوطات أسفاراً كاملة من العهد القديم — مثل سفر إشعيا، والمزامير، وسفر التكوين — نُسِخَت بعناية فائقة من قِبل جماعة يهودية تُدعى الأسينيين.
قبل هذا الاكتشاف، كان أقدم كتاب مقدس عبري كامل لدينا يعود إلى القرن العاشر الميلادي — وهو النص الماسوري، الذي حافظ عليه كتبة يهود عُرفوا باسم “الماسوريين”. وقد أكد باحثون مثل إيمانويل توف ومايكل كروجر أمراً لافتاً للنظر: عندما قورنت مخطوطات البحر الميت بالنص الماسوري، تطابَق المحتوى الأساسي بدقة مذهلة — حوالي 95% تطابقاً. وهذا يمثل أكثر من ألف عام من النقل الكتابي مع حد أدنى من الاختلافات.
ما يثبته هذا: لم يُحفظ العهد القديم بإهمال — بل حُرِسَ بعناية فائقة. الكتبة لم يحرّفوا؛ بل قدَّسوا النص. لذلك، عندما تقرأ كتاباً مقدساً اليوم، كالعهد القديم، فأنت ترى نصاً تم حمايته بشدة — كلمة بكلمة، وسطراً بسطر، لآلاف السنين.
مخطوطات البحر الميت والنص الماسوري: حراسة العهد القديم
2025-09-02