إذا كنت قد لعبت “لعبة الهاتف” في حفلة أطفال من قبل، فأنت تعرف مدى سرعة تشوه الرسائل. فكيف لم يتحول العهد الجديد، الذي نُسخ يدوياً لقرون، إلى مجرد لعبة لاهوتية لا معنى لها؟
لأنه لم يُنسخ من قِبل أطفال صغار. بل نُسخ من قِبل كتبة مُدرّبين، وغالباً ما كانوا دقيقين للغاية – بدءاً من القرن الثاني الميلادي. ولدينا الدلائل.
اليوم، قام باحثون مثل الدكتور دانيال والاس (مركز دراسة مخطوطات العهد الجديد) بفهرسة أكثر من 5,800 مخطوطة يونانية للعهد الجديد – بعضها بحجم آية صغيرة، وبعضها بطول أناجيل كاملة.1 أضف إلى ذلك أكثر من 10,000 مخطوطة لاتينية وآلاف أخرى بلغات مثل القبطية والسريانية والأرمينية. لا يوجد كتاب قديم آخر يقترب من هذا المستوى من الأدلة المكتوبة في مخطوطات. لا الالياذة لهوميروس. ولا أفلاطون. ولا اي شيء قريب منها حتّى.
نعم، هناك اختلافات نصية – فروق في الصياغة عبر النسخ. لكن والاس، جنباً إلى جنب مع باحثين مثل بروس ميتزجر ومايكل كروجر، يؤكدون أن أكثر من 99% من تلك الاختلافات طفيفة: أخطاء إملائية، أو تبديل في ترتيب الكلمات، أو تكرارات عرضية. لا شيء منها يغيّر عقيدة أساسية. في الواقع، يسمح العدد الهائل من المخطوطات للباحثين بإعادة بناء النص الأصلي بدقة لا تصدق.
وبعض هذه المخطوطات مبكر بشكل صادم: يُؤرخ بردية جون رايلاندز (P52) بحوالي 125 ميلادي – أي في غضون جيل واحد من الإنجيل الأصلي.
لماذا يهم هذا في المتحف: أنت لا تنظر إلى نص هش بالكاد يحافظ عليه التقليد. أنت تقف في خضم انفجار مخطوطي، أثر ورقي يمتد لـ2000 عام. الكتاب المقدس لم يُنقل بشكل أعمى – بل رُوقب وكُتب ونوقش ونسخ وتم تدقيقه أكثر من أي وثيقة في التاريخ القديم.